بيان بمناسبة مرور اربع سنوات على ثورتنا المباركة

بيان من حزب الديموقراطيين الأحرار
في الذكرى الرابعة لانطلاقة الثورة السورية.
يا أبناء وطننا الجريح
بسم الله الرحمن الرحيم
في مثل هذا اليوم 15/3/2011انطلقت شرارة الثورة السورية التي بدأت من محافظة درعا ثم عمت أرجاء الوطن وذلك في سياق ثورات الربيع العربي بعد أن تكلست الأنظمة العربية وأضحت مافيات أمنية لا تستطيع أن تقدم لبلداننا لا الحرية ولا العدالة ولا التنمية ولا مواجهة التحديات المصيرية.
لقد كان شعبنا السوري يدرك أنه حيال نظام قمعي مجرم لا يتورع عن الإبادة والتهجير والتدمير مقابل بقائه ولكن ما كان يمكن أن يقبل استمرار التوريث والظلم والفساد والتفريط بالوطن إلى الأبد.
كانت ثورة وطنية شعبية سلمية عمت كل أنحاء سورية وخرج الشعب بملايينه ليحيي أعراس الحرية فقابلها النظام بالقمع الوحشي مستخدماً الجيش الذي كان يجب أن تكون مهمته الدفاع عن أرض الوطن والتي صرف عنها طيلة حكم الأسرة الأسدية كي يعد لمواجهة الشعب حين  تأزف ساعة انتفاضته.
وما كان يمكن لشبابنا حيال وحشية القمع والتعذيب في المعتقلات التي لم يسبق أن مارستها حتى النازية أن يستمر في سلميته فحمل السلاح دفاعاً عن نفسه وتضامن معه خيرة أخوته في جيش النظام حيث رفضوا قتل أهلهم وبدأت الإنشقاقات ليتشكل الجيش الحر الذي أراد شبابه إسقاط نظام القمع والإستبداد وإقامة نظام العدالة وحقوق الإنسان  والمساواة أمام القانون .
وبدأت تنمو بذور الحقد والثأر في نفوس شبابنا لتحل تدريجياً محل التسامح والمحبة واستغل بعض أعداء الحرية والتقدم حاجة شعبنا إلى السلاح فراح يغذي توجهات لا تخدم الثورة وسمحت حالة الفوضى دخول المغامرين والمتطرفين من كل حدب وصوب ليغيروا مسار ها وهذا ما كان يريده النظام ومن ورائه إيران وروسيا.
لقد واجه النظام ثورة الشعب بشعار الأسد أو نحرق البلد ونفذ وعيده مستخدماً كل أساليب الإجرام وكل أسلحة الفتك والتدمير بما فيها الكيماوي ولا يعلم إلا الله كم أصبح عدد الضحايا والمعاقين من الجهتين ومن المسالمين الأبرياء الذين لم يشاركوا في أي  قتال ولم يروا إلا القنابل البرميلية والصواريخ تتساقط على رؤوسهم وما مقدار الخسائر التي لا تعوضها عشرات السنين من السلم والبناء.
ويعجز جيش النظام بكل عدته وعتاده عن مواجهة ثورة الشعب ويعجز اقتصاد سوريا الخير والعطاء عن تحمل عبء الحرب فيستعين بإيران لتحل محله مالاً ورجالاً في قمع الثورة وتدمير الوطن وقتل وتشريد شعبه.
نحن اليوم نرزح تحت احتلال فارسي متوحش يتخذ من الإيديولوجيات الطائفية شعارات له ومن البطش وسيلة لإجهاض انتفاضة شعبنا وقتل طموحاته.
مهمتنا الأساسية اليوم كمقاتلين ومناضلين سياسيين أن نتوحد تحت علم الثورة بنجومه الثلاث وبأهداف وطنية تحفظ حقوق الجميع وتصون كراماتهم من أجل اسقاط الديكتاتورية وكل الديكتاتوريات البديلة التي تعرض علينا.
نحن نرى في الحل السياسي الذي يحقن دماء شعبنا ويحقق طموحاته هدفاً سامياً ولكن النظام المجرم  وقادة الميليشيات الطائفية ودولة الولي الفقيه لا يمكن أن ترضخ لحلٍ كهذا إلا مرغمة كما نرى أن الحل يبدأ من إخراج المقاتلين الأجانب من بلادنا أفراداً وميليشيات وتطهيرها من كل احتلال.
الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والحرية لمعتقلينا والنصر لشعبنا والسلام عليكم ورحمة الله .
في  15/3/2015

                                                                                                               حزب الديمقراطيين الأحرار